متحف مصنع الاسلحة للامير عبدالقادر بمليانة


لمحة تاريخية :
سمحت معاعدة التافنة للأمير عبد القادر بإعادة تنظيم أسس دولته حيث أقام عدة منشآت مدنية وعسكرية نذكر منها مصنع الأسلحة بمليانة والذي شيد سنة 1839 حيث استغرق بناءه ثمانية(8) أشهر، وقد كان يشرف على إدارة هذا المصنع مهندس فرنسي هارب يدعى "الكي كاز" بمساعدة عمال أوروبيين أغلبهم من المساجين والهاربين من الجيش الفرنسي، وفي 8 جوان 1840 عند احتلال مدينة مليانة وجد الجيش الفرنسي بقيادة المارشال "فالي" المصنع مهجورا فقد هدمت معظم تجهيزاته وفي سنة 1845 حولته السلطات الاستعمارية إلى طاحونة.
حيث كان يقول الأمير عبد القادر : "كنت أملك مصنعا للأسلحة بمليانة وكنت أستخرج الحديد من منجم مجاور وكانت تصنع به قطعة السلاح الكاملة."
وهدا دليل على قيمة هذا المصنع ومدى مساهمته في محاربة العدو الفرنسي الغاشم.
أسباب اختيار موقع مصنع الأسلحة :
بنى الأمير عبد القادر المصنع بالضاحية الشرقية خارج أسوار مدينة مليانة، وقد تم اختيار هذا الموقع للأسباب التالية :
1/الموقع الجيوستراتيجي: حيث تشرف البناية من أعالي منحدرات جبل زكار على امتداد سهل الشلف.
2/وفرة المياه: وذلك لوجد وديان حي العناصر والتي تساعد في توليد الطاقة المائية وتحريك آليات المصنع.
3/وفرة المادة الأولية: حيث أنه بالنواحي المجاورة يوجد منجم زكار لاستغلال معدن الحديد والخشب لصناعة مختلف الأسلحة.
ملحق للمصنع :
يحتوي المصنع على ملحق يتمثل في المنزل الذي أهدي إلى الأمير عبد القادر من طرف سكان مليانة عند دخوله المدينة سنة 1835 ،وذلك ليصبح مكانا أو فضاءا خاصا باستراحة العمال.
بني المنزل في العهد العثماني وهو الجزء الأقدم في البناية حيث أنه متصل تماما مع المصنع وهو ذو طابع "موريسكي" أي انه ذو مزيج بين الطابع المعماري الأندلسي والطابع المغربي، متكون من طابقين ويتم الدخول إليه عبر باب خشبي بمصراع يؤدي مباشرة إلى سقيفة وهي بدورها تؤدي إلى مرافق الطابق العلوي المتكون من خمسة(5) غرف.
كيفية تشغيل المصنع:
كان المصنع يشتغل على نمط الحدادة الكتلائية التي يعتمد نظامها على صهر معدن الحديد الخام داخل افران كبيرة، ثم يتم صقله بمطرقة ضخمة تحركها عجلة مائية توضع في مصب الوادي خارج البناية، كانت درجة حرارة الأفران تصل إلى 1400° درجة مئوية وهذا باستعمال منفاخ مزود بنفير مائي لإفراغ الهواء وإضرام النار وقد كانت تصنع به عدة قطع أسلحة وخاصة الرماح وحاملات المدافع، ودام الإنتاج بهذا المصنع لمدة سبعة(7) أشهر.
نذهب لنجوب أرجاء المتحف بداية ب :
الورشة : يوجد هذا الفضاء بالطابق السفلي للمبنى أين يمكن للزائر مشاهدة التجهيزات القديمة التي كان عليها المصنع آنذاك، حيث يتكون من العجلة المائية والمنفاخ الهوائي والمطرقة كما عرضت قوالب للمدافع ويوجد بالزاوية الجنوبية الشرقية فرن مبني بالآجر في حالة صيانة جيدة.
قاعة العرض :
 من الورشة يوجد سلم يؤدي إلى الطابق العلوي أين توجد قاعة واسعة تحتوي على عدة زجاجيات عرضت بداخلها مجموعة من قطع لقوالب البنادق والرماح ونماذج خاصة بالأمير وأحد جنوده.
الصحن :
 هيئت بصحن المنزل غرفتان كمكان للراحة عرضت فيهما مجموعة من الأثاث والأدوات التقليدية وسرير حديدي مزين على النمط القديم ما يعرف عندنا "بسرير القبة".
المكتبة:
 تحتوي المكتبة على كم وافر من الكتب المتنوعة في الأدب والشعر و التاريخ و الثقافة العامة، كما تستعمل أيضا كفضاء لممارسة مختلف الأنشطة الثقافية من معارض ومحاضرات.











أحدث أقدم