يعد فيلم Fight Club او نادي القتال واحدا من الأفلام القليلة التي استطاعت النجاة من فخ سينمائي متكرر ابتلع الكثير من الأفلام التي قدمت بدايات قوية رفعت توقعات المشاهد لعنان السماء وتركته مع نهاية باهتة سببت له قدر لا يستهان به من الإحباط، أو العكس فهناك عدد لا بأس به من الأفلام جاءت بدايتها رتيبة ومملة نوعا ما لتفاجئنا في الختام بنهاية قوية ولكنها لا تعوض خيبة البداية رغم كل شيء. ولكن تحفة ديفيد فينشر تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة وقدم لنا بداية قوية سلمتنا لأحداث مشوقة وتركتنا مع نهاية من أقوى النهايات السينمائية وأكثرها صدمة للمشاهد.
ما تم تقديمه من أداء تمثيلي من قبل إدوارد نورتون وبراد بيت كان رائعا ومتميزا، يمكننا أن نقول معه لكلا من البطلين أنه دور العمر الذي سيبقى خالدا في ذاكرة السينما والمشاهدين، فذلك التباين بين "تايلور" و"الراوي" ساعد على إبراز جوهر كل شخصية والتركيز على جوانبها الخفية قبل المعلنة لنحصل في النهاية على شخصيات مركبة أكثر عمقا وتعقيدا مما يبدو عليه الأمر.
لابد وأن نذكر هنا أيضا عبقرية المخرج "ديفيد فينشر" التي جعلت من فيلم Fight Club بشهادة الجميع واحدا من الأفلام القليلة جدا التي تعد أفضل من النص الأدبي المقتبسة منه، فقد اعتدنا دائما على أن يكون النص الأدبي أفضل من العمل السنيمائي، ولمن لم يعرف بعد فيلم Fight Club فهو مقتبس من رواية للكاتب "تشك بالانيوك" تحمل نفس العنوان، تلك الرواية التي لا يمكننا أن نختلف على جودتها فالرواية كانت جيدة ورائعة إلا أن الفيلم جاء أكثر روعة وجودة ليصبح واحدا من أفضل الأفلام على الإطلاق
إرسال تعليق