يترقب عشرات الآلاف من مكتتبي “عدل” مراحل إنجاز سكناتهم التي طال تسليمها لمدة 10 سنوات، منذ أن تقدّموا بطلبات الحصول على سكن ضمن برنامج البيع بالإيجار الموجه للطبقة المتوسطة في 2013، آملين أن يكون تسليمهم مفاتيحها في ستينية الاستقلال، وأن تكون في وضع جيد على عكس كثير من المكتتبين الذين تفاجأوا في السنوات السابقة بوجود عيوب كثيرة بالشقق التي يدفعون تكلفتها دوريا.
هل ستفتح وزارة السكن التسجيل في عدل 3 ؟
أشارت مؤخرا تقارير إعلامية إمكانية فتح وزارة السكن التسجيل في برنامج عدل 3 ، وهو الأمر الذي يتطلع إليه كثيرون من الحصول على سكن بهذه الصيغة التي أثبتت نجاحها نوعيا في إمتصاص أزمة السكن .
سكنات عدل .. نوعية الأشغال وجودة السكن :
أبدى مكتتبو “عدل” عبر ولايات الجمهورية تخوفهم من نوعية الأشغال وجودة سكناتهم في ظل تسريع وتيرة الأشغال بالمواقع سكنات البيع بالإيجار تحسبا لتوزيع أكبر عدد من السكنات في 5 جويلية المقبل.
وعبروا عن تخوفهم من تكرار سيناريو السكنات السابقة التي اشتكى فيها عديد المكتتبين من تسليمهم شقق في حالة متردية في ظل عديد النقائص سواء ما تعلق بعدم الربط بشبكات الكهرباء والغاز والصرف الصحي، أو هشاشة في البناء، مثلما تداوله مكتتبون على مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات السابقة بالمدينة الجديدة “بن مصطفى بن عودة” بعنابة وغيرها من المواقع عبر عديد الولايات كبومرداس، والجزائر العاصمة.
وهو ما أكده وزير السكن طارق بلعريبي، الذي اعترف بالخروقات المسجلة في عملية الانجاز التي أرجعها إلى عهد النظام السابق.
حيث قال في تصريح إذاعي إن نوعية بعض السكنات المسلمة سنتي 2018 و2019 للمكتتبين كانت “كارثية” بالنظر إلى أنه لم يتم خلالها احترام بنود دفاتر الشروط، ووعد آنذاك بعدم التسامح مع الشركات المتحايلة التي لا تحترم جودة ونوعية السكن حتى وإن اقتضى ذلك فسخ العقد معها وهو ما تم العمل به فعلا مع بعض المقاولات “المتحايلة” التي ثبت عدم احترامها لدفتر الشروط خلال الأشهر الماضية.
تكثيف الرقابة لمتابعة إنجاز سكنات عدل
ومقابل ذلك تعهد مدير وكالة “عدل”، فيصل زيتوني، في وقت سابق برفع التحفظات المسجلة بمختلف ورشات مشاريع سكنات البيع بالإيجار، ووعد بتكثيف الرقابة الدورية لمختلف المشاريع بهدف تسليم سكنات ذات جودة ونوعية وفقا لما يمليه دفتر الشروط.
وقال أنه “لا يمكن تسليم سكنات رديئة حتى وإن حددت آجال التسليم”، ووجه تعليمات صارمة من أجل تسريع أشغال التهيئة الخارجية واستكمال المشاريع المتأخرة على مستوى ورشات الإنجاز حتى يتم تسليمها في آجالها المحددة، ودعا زيتوني للتنسيق مع ممثلي المكتتبين من أجل معاينة السكنات وإعداد محاضر تؤكد حسن جودتها ونوعيتها .
وبعد ما تحولت وكالة عدل، في السنتين الأخيرتين، إلى مصدر موثوق للأخبار السارة للجزائريين عموما والمكتتبين خصوصا، تواصل الوكالة العمل على تسليم باقي المشاريع في المواعيد المحددة، وهو ما لوحظ مؤخرا، حيث نوه مراقبون، بانتقال ملف “عدل” بسرعة معتبرة من انطلاق الورشات إلى تسليم السكنات.
فقد تعززت مواقع الانجاز القائمة وانطلقت المتوقفة، وسويت مختلف النزاعات الإدارية التي حالت دون انطلاق البرامج ببعض الولايات، وتحتضن وزارة السكن والعمران والمدينة بشكل شبه يومي منذ فيفري 2021، اجتماعات شبه يومية لمتابعة الأشغال بمختلف المواقع مع التنقل الميداني والزيارات الفجائية.
ويسابق مدراء “عدل” بالولايات الزمن لتطبيق صارم لتعليمات وزير السكن من أجل تسريع وتيرة الأشغال خاصة ما يتعلق بالشبكات الأولية وإتمام الربط بشبكات الغاز في التجزئات الأخيرة عشية عملية توزيع حصّة معتبرة من السكنات.
وفي الصدد كشف، مصدر من الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره “عدل”، لـ”الصريح” أن الأشغال تسير بوتيرة متسارعة و”جد عالية” في جميع المواقع خاصة منها التابعة للمديرية الجهوية بعنابة.
وأكد محدثنا أنه يتم تنظيم زيارات فجائية لكل مدراء الجهويين مدراء المشاريع والعمل بالزيادة في ساعات العمل 8+3 بالورشات التي لم تنته بها الأشغال لتحقيق الأهداف المسطرة لعملية التوزيع الكبرى، ويقف المسؤول الأول على رأس الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره “عدل”، فيصل زيتوني، على قدم وساق لضمان الجودة والنوعية فيها، حيث كلّف ممثلين عن المديرية العامة، لمعاينة المشاريع السكنية المرتقب تسليمها في الذكرى الـ 60 لعيدي الاستقلال والشباب، وتشديد الرقابة على الجودة والنوعية، تنفيذا لتعليمات وزير السكن والعمران والمدينة، الرامية إلى المتابعة الميدانية لسير أشغال سكنات صيغة البيع بالإيجار.
وتكاد تنهي وزارة السكن والعمران والمدينة، الرتوشات الأخيرة، لعملية التوزيع الكبرى للسكنات بمختلف الصيغ وعلى رأسها صيغة البيع بالايجار، حيث ستكون مناسبة ستينية الاستقلال، أهم محطة للتوزيع بعد تلك التي شهدتها مختلف ولايات الوطن في السابق.
إرسال تعليق