شركة ألمانية تطلب شراء كل إنتاج الجزائر من الهيدروجين
أبدت شركة ألمانية رغبتها في شراء كل إنتاج الجزائر من الهيدروجين، وذلك بحسب المعلومات التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، إذ يأتي ذلك في إطار مساعي الشركة لتأمين الطلب المتزايد على الوقود المتجدد لعملائها في أوروبا، الذي يُنظر إليه بصفته أحد العناصر الرئيسة في خطط تحول الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وتعمل الجزائر على اقناع دول الاتحاد الأوروبي بالإمكانات التي تجعل تطوير الهيدروجين لديها أحد أفضل الخيارات لتعميق الشراكة الإستراتيجية بين الطرفين.
وتبدي دول الاتحاد الأوروبي اهتمامًا كبيرًا بالاستحواذ على إنتاج الجزائر من الهيدروجين، ليكون أحد مصادر الطاقة لديها في المستقبل، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتخطط الجزائر للاستحواذ على حصة من سوق تصدير الهيدروجين خلال السنوات المقبلة، خاصة إلى الأسواق الأوروبية، من خلال الاستعانة بالإمكانات الكبيرة التي تمتلكها في مجال الطاقة المتجددة، والبنية التحتية.
الهيدروجين في الجزائر
نظّمت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، اليوم الثلاثاء 13 يوليو/تموز (2023)، ورشة عمل الخبراء حول تطوير قطاع الهيدروجين المتجدد، من منطلق أن إنتاج الجزائر من الهيدروجين بأنواعه قد يقدّم قيمة إضافية لتغطية احتياجات الطاقة لبلدان شمال البحر المتوسط.
كما كشف المدير العام للاستشراف لوزارة الطاقة والمناجم، ميلود مجلد، أن شركة ألمانية -دون أن يكشف اسمها- أعلنت رغبتها في شراء كل ما ينتج في الجزائر، وهو الأمر المحفز لتطوير الهيدروجين، لا سيما لكونه مكلفًا ماديًا.
وأشار المسؤول الجزائري -في رسالة وجهها إلى الاتحاد الأوروبي- إلى ضرورة توفير شريك لسوناطراك لتقاسم تكاليف إنجاز المشروع، خاصة أنه مكلف من الناحية المالية، بالإضافة إلى الشراكة في نشاطات الإنتاج، بينما تطرَّق إلى المشروع الذي أعلنته 3 بلدان أوروبية بخصوص نقل الهيدروجين، وهي إيطاليا وألمانيا والنمسا.
شراكة الطاقة
قال الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم، عبدالكريم عويسي، إن الهدف هو وضع شراكة في مجال ترقية هذا الفرع الجديد ضمن برنامج تطوير وتنويع المزيج الطاقي للجزائر، والاستفادة من الإمكانات العديدة التي تزخر بها البلاد في هذا الخصوص، لاسيما ما تعلّق بالنسيج الصناعي المتطور، والبنية التحتية بفضل شبكة الغاز والمواد الطاقية.
وأشار المسؤول الجزائري إلى حجم الاستثمارات الكبيرة في هذا الإطار، وهو ما يشكّل أسبقية بالنسبة لغيرها من الدول، فضلًا عن امتلاك الجزائر إمكانات نحو التصدير إلى الخارج، مستفيدة في ذلك بالإمكانات المتوفرة لديها من خطوط نقل الغاز، وكذلك إمكانات إنتاج الطاقة الخضراء.
وأوضح ممثل وزارة الطاقة أن الورشة تركّز على الأبعاد التقنية، من أجل دراسة كل الجوانب لصناعة الهيدروجين، تحضيرًا للإطار القانوني المقرر وضعه، بالإضافة إلى دراسة سوق الهيدروجين وطبيعتها مستقبلًا.
وذكر الأمين العام لوزارة الطاقة أن التعاون مستمر مع الاتحاد الأوروبي، إلّا أن الجزائر لها خطتها الخاصة في هذا المجال، مشيرًا إلى أن خريطة الطريق التي تقوم على 3 مراحل أساسية تنطلق من 2030 إلى غاية 2050، وتبدأ عبر إطلاق المشروعات النموذجية.
دعم تقني من أوروبا إلى الجزائر
قال المدير العام للطاقة في اللجنة الأوروبية، تودور كوستونتيسكو، إنّه لاحظ اهتمام الجزائر البالغ بتطوير قطاع الهيدروجين، وهي نقطة تقاطع مع الاتحاد الأوروبي، ومن ثمة كان هدف هذا النوع من اللقاءات بين الخبراء والمسؤولين للطرفين.
وأضاف أن ضمان وجود الطلب على الطاقة من الطرف الأوروبي، أحد الامتيازات لتحفيز تطوير إنتاج الهيدروجين، ومن ثم التقليل أو تجنّب التبعية الأوروبية للغاز الروسي، خاصة أنّ الجزائر تعدّ شريكًا مهمًا وذا مصداقية لأوروبا.
وعلى هذا الأساس، فإنّ الطرفين يسعيان للعمل في إطار الشراكة على تجسيد مشروعات واقعية، في هذا النوع من الصناعة الطاقية، بالإضافة إلى المرافقة التقنية لمشروعات الجزائر في هذا المجال.
كانت وزارات الطاقة في النمسا وألمانيا وإيطاليا قد وقّعت مؤخرًا خطاب دعم سياسي مشتركًا لتطوير ممر الهيدروجين إلى أوروبا بما يمكّن من نقل هذا الوقود من شمال أفريقيا إلى دول القارة العجوز.
ويشكّل محور الهيدروجين امتدادًا لخطط نقل الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا، بعد أن وقّعت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا مذكرة تفاهم مع إيطاليا لتطوير خط أنابيب لنقل الوقود النظيف.
وممر الهيدروجين إلى أوروبا -يُطلق عليه أيضًا "ممر الهيدروجين الجنوبي "ساوث إتش 2"- هو خط أنابيب مخصص وجاهز للهيدروجين بطول 3 آلاف و300 كيلومتر، بقيادة 4 مشغّلين رؤساء لنظام التوزيع الأوروبي: سنام، وتاغ، وجي سي إيه، وبايرنتس.
ويُعدّ الممر -الذي من المتوقع أن يعمل بكامل طاقته بحلول عام 2030- جزءًا من العمود الفقري لخطوط نقل الهيدروجين في أوروبا، ويضمن تطويره أمن إمداد الطاقة في القارة.
إرسال تعليق