قدم قادة مجموعة “بريكس”، في كلمات ألقوها في الجلسة العامة لقمة المجموعة اليوم في جنوب إفريقيا، مجموعة واسعة من الاقتراحات لانتقال “بريكس” إلى مستوى جديد من التعاون.
وأكد القادة دعمهم لعالم متعدد الأقطاب مبني على ميثاق الأمم المتحدة، كما دعوا لتعزيز التعاون في المجالات الثقافية والإنسانية إلى جانب الاقتصاد والتجارة، وفيما يلي أبرز تصريحات قادة المجموعة التي تضم روسيا وجنوب إفريقيا والصين والهند والبرازيل:
قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا “نحن نرى إمكانية فتح الأسواق الإفريقية وخلق الإمكانيات للدول الإفريقية وكذلك دول مجموعة “بريكس”.”
مضيفا،” يجب بذل الجهود للانتقال إلى المستقبل العادل الذي يؤخذ فيه بعين الاعتبار الظروف المختلفة للدول المختلفة.”
مؤكدا، “بريكس تدعم أجندة المناخ لمصلحة التنمية العالمية. وباتت قاطرة للاقتصاد العالمي.”
وأوضح رامافوزا: “نحن قلقون من معاناة عدد كبير من السكان في أماكن كثيرة من العالم. نلتزم بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة. وقلقون من استخدام المؤسسات الاقتصادية في المنافسات الجيوسياسية.”
وأكد ” يجب أن تعمل المؤسسات الاقتصادية دون أي عرقلة، نتخذ الإجراءات المرتبطة بالاستثمارات ونرى أن هذه القضية يجب أن تحظى باهتمام أكبر على مستوى وزراء المالية.” و “الهيكلية العالمية بحاجة إلى إصلاحات كي يكون هناك تمثيل أوسع لتواجه التحديات التي تواجه البشرية. نمثل مصالح دول الجنوب، وعلى هذا الأساس على استعداد للتعامل مع جميع دول العالم لخدمة مصالح هذه الدول.”
كما استرسل “نريد لـ “بريكس” أن تصبح فاعلة في الاقتصاد العالمي والأجندة الإفريقية ذات أولوية بالنسبة لنا.” نعمل في “بريكس” على ازدهار شعوبنا ونسعى لتعزيز التعاون الإفريقي مع المجموعة. مصممون على أن تحقق شراكتنا التعافي للاقتصاد العالمي.”
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا
من جهته قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا: “حينما اتخذنا القرار بانضمام جنوب إفريقيا إلى “بريكس” استطعنا أن نعكس تمثيل العالم، “بريكس” تشكل 41% من سكان العالم.”
وأضاف،” الجميع يعاني من تداعيات الحروب والصراعات لا سيما سكان الدول النامية التي تعاني أكثر ما يمكن. ”
واسترسل دا سيلفا: “الحرب في أوكرانيا تثبت عدم القدرة على حل المشكلات على مستوى مجلس الأمن. “بريكس” هي الساحة التي يمكن فيها مناقشة الأمن والسلام. الأزمة الأساسية اليوم في أوكرانيا لديها تداعيات عالمية، والبرازيل تنظر باحترام إلى مبادئ الأمم المتحدة. البرازيل تتعاون مع الأطراف للوصول إلى وقف لإطلاق النار وتسوية سلمية طويلة الأمد للأزمة الأوكرانية.”
وأكد “إن تقليص الدور الإداري في العالم يعد مشكلة. عندما أصبحت رئيسا للبرازيل مرة أخرى، رأيت أن أجندة العمل حتى 2030 مهددة حول العالم. من الصعب علينا مواجهة التغيرات المناخية بينما نرى كثير من الدول تعاني من الفقر والعنف.”
وأوضح دا سيلفا: مشكلة الانبعاثات تمثل مشكلة كبرى تتحملها الدول الاستعمارية سابقا، وهي مسؤولة أمام المجتمع الدولي والبشرية. يجب الالتزام باتفاقية باريس، ولا يجب تحميل المسؤولية للجنوب العالمي. نتعاون مع الدول النامية، حيث تلعب الغابات الاستوائية دورا كبيرا وأساسيا.”
وفي سياق آخر قال الرئيس البرازيلي: “يتعين على الدول أن تفي بوعودها، نحن بحاجة إلى نظام مالي عالمي يتخلص من عدم المساواة.يتعين عدم السماح بأن تحصل الدول النامية على قروض بفائدة تمثل 7 أضعاف الفوائد التي تحصل بها الدول الأخرى على القروض.”
مضيفا ” نتعاون كمجموعة سياسية تلعب دورا أساسيا، ونجري جلسات خاصة في إطار مجموعة العشرين وسيسمح لنا ذلك باتخاذ خطوات لمواجهة التحديات العالمية. سنسعى لتشكيل عالم عادل ومتعدد الأقطاب.”
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وفي كلمته خلال الجلسة العامة قال الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، “نتغلب على الكثير من المصاعب ونقف بجانب فكرة عالم متعدد الأقطاب قائم على المرجعية الدولية. يسعى الغرب للحفاظ على الهيمنة على الساحة الدولية، وهو ما أدى إلى ما يعرف بالأزمة الأوكرانية. شنت أوكرانيا حربا ضد من وقفوا في وجه الانقلاب عام 2014. دورنا في أوكرانيا هو إيقاف هذه الحرب التي بدأت آنذاك.”
مضيفا: “نؤيد تشكيل عالم متعدد الأقطاب قائم على العدالة والمساواة ومراعاة المرجعية الدولية، ومجموعة “بريكس” توسع إمكانياتها وقدراتها.”
وقال بوتين: “نتعامل بشكل وثيق لتقوية سلاسل الإمدادات والانتقال إلى العملات الوطنية في التسويات، والتحول إلى العملات الرقمية.”
و اقترح بوتين “إنشاء لجنة للنقل، تعني بمسألة اللوجستيات، وفي حال التوصل إلى اتفاق بشأن لجنة للنقل فإن روسيا ترحب بترأس هذه اللجنة في 2024.”
وأكد ” منفتحون على تحقيق مختلف المشاريع والاتفاقيات الخاصة بالعديد من القطاعات، وندعم مبادرة جنوب إفريقيا لإنشاء لجنة لحقوق المرأة.”
مضيفا: “نخطط لإجراء أكثر من 200 فعالية في روسيا وعدد من دول “بريكس” خلال رئاسة روسيا للمجموعة العام المقبل، والقمة المقبلة عام 2024 سوف تجري في مدينة قازان الروسية.”
كما أوضح ” من أولويات روسيا توسيع التعاون في قطاعات الطب والعلوم، أعتقد أن التعددية الحضارية تلعب دورا هاما في هذا المسار. آن الأوان في إطار “بريكس” ومنظمة شنغهاي للتعاون إجراء الحوار بشأن التبادل الثقافي والحضاري.”
مؤكدا ” ستستمر روسيا في المساهمة في تقوية الاتصالات الرياضية والشبابية والثقافية، وفي يونيو 2024 من المخطط إجراء ألعاب رياضية ضمن “بريكس”.سنساعد على تطوير استراتيجية التعاون التجاري ضمن “بريكس” ووضع خطط التنمية الجديدة طويلة المدى. روسيا تتعامل بشكل وثيق مع أعضاء “بريكس” وسوف تزداد هذه العلاقات متانة.”
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي
قال مودي: “سننقل سكان دول “بريكس” إلى مستوى آخر بتوسيع الاتصالات بين سكان بلداننا.”
و اقترح “التعاون في مجال الفضاء. كنا قد عملنا على تشكيل نظام أقمار صناعية لـ “بريكس”، ومن الممكن تشكيل مركز لأبحاث الفضاء خاص بـ “بريكس”، ما سيعود بالفائدة على البشرية جمعاء.”
وأضاف مودي خلال كلمته: “يتعين علينا التعاون في مجال التعليم، والتقنيات، بغرض تحضير مجتمعاتنا للتطور التكنولوجي.نعمل على تقديم الخدمات الحكومية عبر المنصات الرقمية، ونرى أن كل من هذه القرارات المتخذة في الهند مبنية على مبدأ التنوع. نحن سعداء لمشاطرة شركائنا في “بريكس” في إنشاء كافة هذه المنصات الرقمية.”
وأوضح مودي: “بنك التنمية الجديد التابع لـ”بريكس” يلعب دورا أساسيا في تنمية جنوب العالم. “بريكس” أسرة واحدة، مستقبل واحد. وهذا هو الشعار الذي تبنته الهند أثناء رئاستها للمجموعة.”
كما اقترح “أن تكون هناك عضوية دائمة للدول الإفريقية في مجموعة العشرين.”
الرئيس الصيني شي جين بينغ
قال الرئيس الصيني: “العالم يعاني من إعادة البناء والتغيرات، ونحن في “بريكس” يجب ألا ننسى هدفنا الأساسي وهو الاتحاد وتعزيز التعاون الدولي وضمان التطور وتوفير الاستقرار والثقة والمزيد من الطاقة الإيجابية في العالم. وعلينا أن نعزز التعاون في القطاع الاقتصادي، التطور والنمو حق لكل الدول.”
وأضاف:” يجب أن نعمل معا على تطوير وضمان سلاسل الإمدادات، وأن نعمل معا على تطوير الاقتصاد الرقمي، والإنتاج والصناعة الخضراء، وتطوير التبادل التجاري والمالي.”
وكشف شي: “ننظر في إمكانية تشكيل منصة للتعاون في مجال الأقمار الصناعية والفضاء لدول “بريكس”.”
وقال الرئيس الصيني: “يجب تعزيز التعاون في المجالين السياسي والأمني لتوفير الاستقرار.نمط الحرب الباردة لا زال يؤثر على العالم، يجب أن تسير دول “بريكس” في طريق التطور السلمي.”
مضيفا: “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يأتي بمنفعة كبيرة، إلا أنه يحمل في الوقت نفسه مخاطر كثيرة.نقترح تطوير التعاون في قطاعات التعليم، والتعليم الخاص، والتعليم الرقمي، وتشكيل منصة للتعلم عن بعد Online.”
كما أكد: “يجب أن نقف إلى جانب العدالة والمساواة، وتعزيز الإدارة الدولية. فإذا كانت مجتمعاتنا ترغب في مسار التطور، يتعين الالتزام بالقوانين الدولية وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة، دون إملاءات من القوى العالمية، وتشكيل تحالفات مغلقة، وهو أمر غير مقبول.”
وقال” ندعم الدور الرئيسي للأمم المتحدة، وكذلك منظمة التجارة العالمية، ونقف ضد التحالفات المغلقة.”
وأضاف: “يجب أن نستفيد من بنك التنمية الجديد، وتطوير الإصلاحات في النظام المالي العالمي. ”
وختم كلمته: “الحكمة الصينية تقول “العدالة دائما تنتصر”، و”بريكس” تقف إلى جانب العدالة في العالم أجمع.”
إرسال تعليق